أبو صير أونلاين

اللهم احفظ مصر وأهلها من كيد الكائدين واحفظ سائر بلاد المسلمين وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

الجمعة، مايو 15، 2009

من معالم بلدى

سجن يوسف عليه السلام
قال القضاعيّ‏:‏ سجن يوسف عليه السلام ببوصير من عمل الجيزة أجمع أهل المعرفة من أهل مصر على صحة هذا المكان وفيه أثر نبيين
أحدهما يوسف سُجن به المدة التي ذكر أن مبلغها سبع سنين وكان الوحي ينزل عليه فيه وسطح السجن موضع معروف بإجابة الدعاء يُذكر أن كافور الإخشيديّ سأل أبا بكر بن الحدّاد عن موضع معروف بإجابة الدعاء ليدعو فيه‏.‏
فأشار عليه بالدعاء على سطح السجن والذيّ الآخر موسى عليه السلام وقد بنى على أثره مسجد هناك يعرف بمسجد موسى‏.‏
أخبرنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم الشرفيّ بالشرف قال‏:‏ حدّثنا أبو محمد عبد الله بن الورد وكان قد هلكت أخته وورث منها مورثًا وكنا نسمع عليه دائمًا وكان لسجن يوسف وقت يمضي الناس إليه يتفرّجون فقال لنا يومًا‏:‏ يا أصحابنا هذا أوان السجن ونريد أن نذهب إليه وأخرج عشرة دنانير فناولها لأصحابه وقال لهم‏:‏ ما اشتهيتموه فاشتروه فمضى أصحاب الحديث واشتروا ما أرادوا وعدّينا يوم أحد الجيزة كلنا وبتنا في مسجد همدان فلما كان الصباح مشينا حتى جئنا إلى
مسجد موسى وهو الذي في السهل ومنه يطلع إلى السجن وبينه وبين السجن تل عظيم من الرمل فقال الشيخ‏:‏ من يحملني ويطلع بي إلى هذا السجن حتى أحدّثه بحديث لا أحدّثه لأحد بعده حتى تفارق روحي الدنيا‏.‏
قال الشرفيّ‏:‏ فأخذت الشيخ وحملته حتى صرت في أعلاه فنزل وقال‏:‏ معك ورقة‏.‏
قلت‏:‏ لا قال‏:‏ أبصر لي بلاطة فأخذ فحمة وكتب‏:‏ حدّثني يحيى بن أيوب عن يحيى بن بكير عن زيد بن أسلم بن يسار عن ابن عباس قال‏:‏ إنّ جبريل أتى إلى يوسف في هذا السجن في هذا البيت المظلم فقال له يوسف‏:‏ من أنت الذي مذ دخلت السجن ما رأيت أحسن وجهًا منك فقال له‏:‏ أنا جبريل فبكى يوسف فقال‏:‏ ما يبكيك يا نبيّ الله فقال‏:‏ إيش يعمل جبريل في مقام المذنبين‏.‏
فقال‏:‏ أما علمت أنّ الله تعالى يطهر البقاع بالأنبياء والله لقد طهر الله بك السجن وما حوله فما أقام إلى آخر النهار حتى أخرج من السجن‏.‏
قال القضاعيّ‏:‏ سقط بين يحيى وزيد رجل وقال الفقيه أبو محمد أحمد بن محمد بن سلامة الطحاويّ وذكر سجن يوسف لو سافر الرجل من العراق ليصلي فيه وينظر إليه لما عنفته في وذكر المُسَبحيّ‏:‏ في حوادث شهر ربيع الأوّل سنة خمس عشرة وأربعمائة أنّ العامّة والسوقة طافت بمصر بالطبول والبوقات يجمعون من التجار وأرباب الأسواق ما ينفقونه في مضيهم إلى سجن يوسف فقال لهم التجار‏:‏ شغلنا بعدم الأقوات يمنعنا من هذا وكان قد اشتدّ الغلاء وأنهوا حالهم إلى الحضرة المطهرة يعني أمير المؤمنين الظاهر لإعزاز دين الله أبا الحسن عليّ بن الحاكم بأمر الله فرسم لنائب الدولة أبي طاهر بن كافي متولي الشرطة السفلي‏:‏ الترسيم على التجار حتى يدفعوا إليهم ما جرت به رسومهم ورسم لهم بالخروج إلى سجن يوسف ووعدوا أن يطلق لهم من الحضرة ضعف ما أطلق لهم في السنة الماضية من الهبة فخرجوا وفي يوم السبت لتسع خلون من جمادى الأولى ركب القائد الأجل عز الدولة وسناها معضاد الخادم الأسود في سائر الأتراك ووجوه القوّاد وشق البلد ونزل إلى الصناعة التي بالجسر بمن معه ثم خرج من هناك وعدّى في سائر عساكره إلى الجيزة حتى رتب لأمير المؤمنين عساكر تكون معه مقيمة هناك لحفظه لأنه عدّى يوم الاثنين لإحدى عشرة خلت منه في أربع عشاريات وأربع عشرة بغلة من بغال النقل وفي جميع من معه من خاصته وحرمه إلى سجن يوسف عليه السلام وأقام هناك يومين وليلتين إلى أن عاد الرمادية الخارجون إلى السجن بالتماثيل والمضاحك والحكايات والسماجات فضحك منهم واستظرفهم وعاد إلى قصره بكرة يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت منه وأقام أهل الأسواق نحو الأسبوعين يطرقون الشوارع بالخيال والسماجات والتماثيل ويطلعون إلى القاهرة بذلك ليشاهدهم أمير المؤمنين ويعودون ومعهم سجل قد كتب لهم أن لا يعارض أحد منهم في ذهابه وعوده وأن يعتمد إكرامهم وصيانتهم ولم يزالوا على ذلك إلى أن تكامل جميعهم وكان دخولهم من سجن يوسف يوم السبت لأربع عشرة بقيت من جمادى الأولى وشقوا الشوارع بالحكايات والسماجات والتماثيل فتعطل الناس في ذلك اليوم عن أشغالهم ومعايشهم واجتمع في الأسواق خلق كثير لنظرهم وظل الناس أكثر هذا اليوم على ذلك وأطلق لجميعهم ثمانية آلاف درهم وكانوا اثني عشر سوقًا ونزلوا مسرورين وبخارج مدينة الجيزة موضع يعرف بأبي هريرة فيظنّ من لا علم له أنه أبو هريرة الصحابيّ وليس كذلك بل هو منسوب إلى ابن ابنته‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسرنا تعليقك على مدونتنا أبوصير أون لاين