أبو صير أونلاين

اللهم احفظ مصر وأهلها من كيد الكائدين واحفظ سائر بلاد المسلمين وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

الأحد، يوليو 18، 2010

رسالة عن الزكاة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الباعث لكتابة هذه الرسالة هو النصح والتذكير بفريضة الزكاة، 
التي تساهل بها الكثير من المسلمين 
فلم يخرجوها على الوجه المشروع مع عظم شأنها، وكونها أحد أركان 
الإسلام الخمسة التي لا يستقيم بناؤه إلا عليها، 
لقول النبي : { بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله 
وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، 
وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت } [متفق على صحته].
وفرض الزكاة على المسلمين من أظهر محاسن الإسلام ورعايته 
لشئون معتنقيه، لكثرة فوائدها، ومسيس حاجة فقراء المسلمين إليها. 
 
فمن فوائدها: تثبيت أواصر المودة بين الغني والفقير، 
لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها.
ومنها: تطهير النفس وتزكيتها، والبعد بها عن خلق الشح والبخل، 
كما أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى 
في قوله تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا [التوبة:103].
ومنها:
تعويد المسلم صفة الجود والكرم والعطف على ذي الحاجة.
ومنها: استجلاب البركة والزيادة والخلف من الله، كما قال تعالى: 
وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ:39] 
وقول النبي صلى الله عليه وسـلم في الحديث الصحيح: 
{ يقول الله عز وجل: يا ابن آدم، أنفق ننفق عليك } إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة.
وقد جاء الوعيد الشديد في حق من بخل بها أو قصر في إخراجها، قال الله تعالى: 
وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ 
فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ
فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ 
فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ [التوبة:34، 35].
فكل مال لا تُؤدَّى زكاته فهو كنز يعذب به صاحبه يوم القيامة، 
كما دل على ذلك الحديث الصحيح عن النبي أنه قال: 
 { ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حقها إلا إذا كان يوم القيامة 
صُفحت له صفائح من نار فأٌحمي عليها في نار جهنم، 
فيُكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أٌعيدت له في يوم كان مقداره 
خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد 
فيرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار }.ثم ذكر النبي  
صاحب الإبل والبقر والغنم الذي لا يؤٌدي زكاتها، 
وأخبر أنه يعذب بها يوم القيامة.
وصح عن رسول الله أنه قال: { من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته 
مُثل له شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، 
ثم يأخذ بلهزمتيه - يعنى شدقيه - ثم يقول: أنا مالك، أنا كنزك }، 
ثم تلا النبي قوله تعالى: 
وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ 
سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [آل عمران:180].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسرنا تعليقك على مدونتنا أبوصير أون لاين